جريمة الاعتداء على الفتيات الصغيرة من ورائها فيي مجتمعنا العشائري
كاتب الموضوع
رسالة
الاعلامي راهب صالح المدير العام
عدد المساهمات : 207 تاريخ التسجيل : 28/07/2012
موضوع: جريمة الاعتداء على الفتيات الصغيرة من ورائها فيي مجتمعنا العشائري الخميس أكتوبر 18, 2012 1:36 am
قبل معاقبة الجاني عن جريمته التي ارتكبها، خصوصا إذا كانت تلك الجريمة من جرائم الشرف. هو البحث عن أسباب والجذور الحقيقية الدافعة لارتكاب مثل هذه الجريمة، ذلك ما يحدث في البلدان الأجنبية غير الإسلامية والتي لا تأبه كثيراً لمثل هذه الجرائم. فيقوم أطباء علم النفس بالبحث والتقصي عن أفكار ذلك المجرم وسبب ارتكاب جريمته تلك. ثم المؤسسات الدينية والاجتماعية في محاولة للتعرف على سبب وصول هؤلاء الأشخاص لهذا التردي من الأخلاق ووضع الحلول المناسبة لعدم تكرارها. يحدث كل ذلك قبل التفكير في نوع العقوبة التي يستحقها ذلك المجرم.
ومن باب أولى أن يتم ذلك في بلداننا الإسلامية والعربية لما لهما من إنكار شديد لتلك الجرائم في دينهم, وأن اللعنة تقع على الفاعل في الآخرة قبل عقوبته في الدنيا، وهذا مما لا يرضونه له لا في الدنيا ولا في الآخرة.
حدثت جريمتين خلال شهرين في مدينة البصرة العراقية يندى لها جبين الشرف والعروبة والإسلام. وهو اغتصاب طفلتين بريئتين بعمر الورد من قبل أشخاص تناوبوا على اغتصابهن ثم قتلهن بصورة بشعة. ذلك ما حدث للطفلتين ((بنين وعبير)) بنات الخمس سنين في جريمة تعد من أبشع الجرائم التي تمر على شعب محافظ كشعبنا العراق والذي يجعل للشرف مكانا سامقاً قد تقطع له رؤوس كثيرة جراء المساس به.
لكننا لم نر أو نسمع كبير رفض لهذه الجريمة من قبل الحكومة أوالقضاء، أو تفصيل مكنوناتها من قبل رجال الدين الذين وبحكم عملهم يجب أن يفصلوا ويبينوا لئلا تقع مستقبلاً، سوى ما ظهر في وسائل الإعلام من وصف للجريمة ومكانها واسم المجني عليها، والقبض على بضع جناة سيتم تقديمهم للعدالة لأخذ القصاص العادل منهم.
والسؤال هو إذا ما تم القصاص العادل من هؤلاء المجرمين، وقصاصهم العادل هو الإعدام ولا نرضى بأقل منه قصاصاً، فهل هذا سيحل المشكلة ويجنب المجتمع عدم تكرارها؟
لا أظن أن ذلك حلاً ينأى بالمجتمع عن مثل هذه الجرائم. إذ لا بد من دراسات وبحوث تفسر لنا لماذا حدثت تلك الجرائم أولاً وهي جديدة على مجتمعنا لم نسمع بها قبلاً؟
ثم لماذا حدثت في نفس تلك المنطقة وهل للجغرافيا البصرية تأثير بالغ على مثل هذا النوع من الجرائم؟ هل من الممكن أن تمتد لمناطق أخرى أم لا؟
والسؤال الأهم: هو هل الدين أو المذهب يساعد أو يسمح لمثل هذه الأفعال الشنيعة؟ وما سبب إخفاء حقيقة وكنه هذه الجرائم وهي من الخطورة بمكان قد تهدد أمن المجتمع ككل، فذلك أدعى لأن يتطور فيصيب الفتيات الأكبر سناً ثم الشابات، وبالتالي سيخلو الشارع من كل أنثى تسير فيه إلا بصحبة محرم؟ كيف ستستقيم الحياة إذا ما وصلنا إلى هذه المهاوي السحيقة في عالم الشرف والغيرة؟
هذه الأسئلة وغيرها لم يتجرأ أحد على سؤالها أو الإجابة عنها، لأنها تمس وضع ديني معين تتمتع به محافظة البصرة "خصوصاً" لملاصقتها مع الجارة السيئة إيران، ثم غيرها من المحافظات التي قد يمتد لها هذا الوباء بحكم الوضع الديني نفسه. الوضع الديني والعلمائي في هذه المحافظات قد يرفض اتهامه بأنه السبب في مثل هذه الجرائم وأنه بريء منها وأن هذه الجريمة هي مجرد جريمة مدنية لا أصل لها في نوعية الفقه الديني الذي يتبعه أهالي تلك المناطق
جريمة الاعتداء على الفتيات الصغيرة من ورائها فيي مجتمعنا العشائري