شاهدوا مدير مدرسة وهو يعاقب أطفالنا عقابا جماعيا..! - ليش العراقيين مكتوبة عليهم العقوبات من المهد الى اللحد ؟ - فلم

شاهدوا مدير مدرسة وهو يعاقب أطفالنا عقابا جماعيا..! - ليش العراقيين مكتوبة عليهم العقوبات من المهد الى اللحد ؟ - فلم

من هو هذا السافل الذي يضرب أطفالنا؟ ومن هن أولئك المعلمات اللواتي يتفرجن دون أي ردة فعل؟

عرضت قناة الشرقية مؤخرا فلما التقطه شخص مجهول بكاميرة موباله، يظهر مدير مدرسة عراقية وهو يعاقب أطفالا لاتتجاوز أعمارهم 7 سنوات عقوبة جماعية، بضربهم واحدا تلو الآخر بعصا على ايديهم، ويضرب بعضهم على رؤوسهم ايضا، بينما تسود حالة من الرعب والذعر في قلوب هؤلاء الأطفال، وتتعالى أصوات بعضهم بالبكاء.. كل هذا يجري بينما يقف المدرسون والمدرسات كالأصنام بدون حراك أو اعتراض أو محاولة لوقف هذه الممارسات المتوحشة.

ماذا ياترى فعل هؤلاء الأطفال ليضربوا واحدا تلو الآخر كقطيع الأغنام؟ هل تآمروا جميعهم في الخفاء على الغياب أو التأخر؟ أم أنهم كانوا يلعبون وينطون هنا وهناك ببراءة الأطفال؟ ماذا كان ممكنا أن يفعلوه ليعاقبوا بشكل جماعي؟ أم أن (فلسفة) المدير البطل هي معاقبة الجميع لكي لا يجرؤ أحدهم مستقبلا على ارتكاب الخطا.. أي استخدام مفهوم (الضربات الاستباقية).. ولعل هذا المدير سيدخل اليوم في موسوعة غينيس في أكثر عدد من الأطفال عاقبهم مدير مدرسة في يوم واحد..!

هذا المدير هو بالتأكيد شخص سافل ونذل وحقير ولايصلح أن يكون راعيا لأغنام.. ولكنه نتاج بيئة ومجتمع وممارسات تسمح بنشوء مثل هذه السلوكيات المشينة. لا أشك لحظة أن هذا المدير قد تعرض هو في طفولته كما هو حال الملايين منا الى عقوبات جماعية بسبب خطأ ارتكبه طفل ما في مدرسته. نعم سوف يصمت الطفل ويتوقف عن البكاء ويذهب الألم بعد دقائق من ضربه، ولكن الأثر النفسي العميق لما تعرض له من ظلم وقسوة سوف لن يختفي على الاطلاق، وسوف تتراكم آثاره وتظهر في الكبر بأشكال مختلفة.

أما تساءلتم لماذا يقسو الأب العراقي على زوجته وأطفاله بشكل غير طبيعي ولأسباب غير مبررة في كثير من الأحيان؟ أما تساءلتم كيف يحلو لأم أن تضرب طفلها حتى (يتورم من الكتل)..؟؟!! بل تنمو مثل هذه التراكمات لتشمل الدولة بأجمعها بدءا من رئيس الدولة الذي يتبع سياسة العقوبات الجماعية، وانتهاء بالشرطي والمعلم ورئيس الدائرة..!

إن العلم في الصغر كالنقش على الحجر.. والظلم في الصغر هو نقش على الحجر ايضا.. قد يختفي ظاهرا ولكن أثره العميق سيظل باقيا، فمتى تنتهي مثل هذه السلوكيات المشينة؟؟

قبل 40 عاما كنت طفلا في مدرسة ابتدائية، وفي يوم شديد البرودة سألنا المعلم من يعرف نتيجة جمع 4 مقطاطات و 5 أقلام.. فرفعت يدي فرحا وأجبت أن النتيجة هي 9، فتلقيت (سطرة) على وجهي كادت تفقدني الوعي، وبينما كانت دموعي تهطل غزيرة كان المعلم يعنفني (يا غبي المجموعات المختلفة لايمكن جمعها)..! أما كان ممكنا أن يفهمني هذا دون تلك الضربة القاسية التي لم ولن أنساها منذ ذلك الحين؟ ويعلم الله كم من سلوكياتي العنيفة في حياتي كانت نتيجة لهذه الحادثة وغيرها..

ثم من قال أن المجموعات المختلفة لاتجمع؟ 4 مقطاطات و 5 أقلام هي 9 قطع من أدوات القرطاسية، صح لو غلط؟ وعلى فكرة في الغرب يقولون: كل جواب يعطيه الطفل هو جواب صحيح.. لأنه نتاج مباشر لمخيلته الصادقة.. والـ (وكاحات) التي يرتكبها الطفل هي دليل حيوية وطاقة تحتاج الى رعاية وتوجيه.. وما يقوم به الطفل من (تخريب) لأدوات المنزل أو لألعابه ماهي إلا علامات إيجابية مبكرة للقدرات الذهنية للطفل..

وأخيرا.. لو كنت مديرا للتربية لأمرت هذا المدير أن يقف وقت الاصطفاف الصباحي، ثم يفتح يديه ويأتي أطفال المدرسة الواحد تلو الآخر (بالسرة) ويضربونه بالمسطرة على يديه جزاءا عادلا.. فالانتقام المبكر افضل بكثير من تراكم الشعور بالظلم وتاليها الطفل يصير فد يوم ضابط شرطة حاقد على البشرية، أو سياسي نذل كمن نراهم اليوم في حكومة دولة الفافون..!

** نرجو ممن يعرف أي شيء عن هذه المدرسة أو هذا المدير السافل أن يكتب لنا في فقرة التعليقات أدناه لكي نفضحه على الملأ ونجعله عبرة لمن يعتبر،