هيومان رايتس ووتش: العراق يشهد اعتقالات جماعية بمعزل عن العالم الخارجي
15/7/2012 14:39
افادت منظمة هيومن رايتش ووتش الدولية المعنية باوضاع حقوق الانسان في دول العالم، من خلال تقرير نشرته ان الحكومة العراقية تقوم بحملات اعتقالات جماعية وتحتجز أشخاصاً بطريقة غير قانونية، في منشأة سجن "معسكر الشرف" (أو كامب أونور) في المنطقة الخضراء ببغداد.
وجاء تقرير المنظمة استنادا إلى لقاءات عديدة اجرتها مع ضحايا وأفراد عائلات ومسؤولين حكوميين، قائلة ان الحكومة العراقية زعمت قبل عام أنها أغلقت السجن، الذي وثقت هيومن رايتس ووتش أعمال تعذيب جسيمة به.
ونفذت السلطات العراقية منذ أكتوبر/تشرين الأول، عدة موجات من الاعتقالات، وصف ضباط ومسوولون إحداها بأنها "احترازية." وقال شهود عدة لـ هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن عادة ما طوقت ضواحي في بغداد وغيرها من المحافظات ونفذت حملات تفتيش ومداهمة من منزل لمنزل ومعها قوائم طويلة تضم أسماء أشخاص مطلوبين للاعتقال.واحتجزت الحكومة مئات المعتقلين لشهور، رافضة الكشف عن عدد هؤلاء المعتقلين، أو هوياتهم أو الاتهامات الموجهة لهم، أو أماكن احتجازهم.
وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "قوات الأمن العراقية تعتقل أناساً خارج نطاق القانون، من دون محاكمة أو اتهامات معروفة، وتخفيهم بمعزل عن العالم الخارجي"، مبينا انه "يجب أن تكشف الحكومة العراقية على الفور عن أسماء وأماكن جميع المعتقلين، وأن تطلق بشكل عاجل سراح أولئك الذين لم توجه إليهم اتهامات جنائية، وأن تحيل من توجه إليهم اتهامات إلى سلطة قضائية مستقلة"
وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة تعيين لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في الادعاءات المستمرة بالتعذيب وغيره من أعمال سوء المعاملة، والاختفاءات والاحتجاز التعسفي في معسكر الشرف وغيره من الأماكن.
وقال شهود عدة لـ هيومن رايتس ووتش إن بعض المعتقلين المحتجزين منذ ديسمبر/كانون الأول 2011، محتجزون في سجن معسكر الشرف في المنطقة الدولية ببغداد، المعروفة بالمنطقة الخضراء. في مارس/آذار 2011، أعلنت الحكومة أنها أغلقت سجن معسكر الشرف، بعد أن زار نواب برلمانيون الموقع استجابة لأدلة قدمتها هيومن رايتس ووتش عن أعمال تعذيب متكررة في هذا السجن
وقعت حملتا الاعتقال الجماعي الأكبر في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2011، حيث جرى اعتقال أناس بزعم انتمائهم لحزب البعث وأنهم موالون لصدام حسين، وفي مارس/آذار 2012، وقبل القمة العربية في بغداد، نهاية ذلك الشهر.
وقال 14 محاميا ومعتقلا ومسؤولا حكوميا، أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات معهم، إن المعتقلين في الفترة الأخيرة تم احتجازهم في سجن معسكر الشرف. بعض المسؤولين قالوا إن المعتقلين تم احتجازهم في مركزي احتجاز سريين، يقعان داخل المنطقة الخضراء.
وقعت أعمال التوقيف الجماعية الأخيرة في مارس/آذار مع قيام الحكومة بتشديد الإجراءات الأمنية في أنحاء بغداد استعدادا لقمة الجامعة العربية هناك في 29 مارس/آذار. وقال أقارب لموقوفين وشهود عيان لـ هيومن رايتس ووتش إن الضباط الذين نفذوا أعمال التوقيف وصفوا الاعتقالات بأنها إجراء "احترازي" لمنع هجمات (إرهابية) أثناء القمة.
وأنكر نواب من قائمة دولة القانون التي يقودها المالكي في تصريحات لوسائل الإعلام حدوث أي أعمال توقيف احترازية، زاعمين أن كل أعمال التوقيف وقعت بحق مجرمين مشتبه بهم واستجابة لمذكرات توقيف قضائية. جميع المعتقلين والشهود الذين تم إجراء مقابلات معهم، ويزيد عددهم الاجمالي على عشرين شخصا، قالوا إنه لم يتم إطلاعهم على مذكرات توقيف.
ومعسكر الشرف (كامب أونور) هو قاعدة عسكرية تضم أكثر من مبنى داخل المنطقة الدولية الحصينة ببغداد، التي يواصل العراقيون وآخرون غيرهم الإشارة إليها باسم "المنطقة الخضراء". اللواء الـ 56 من الجيش العراقي، المعروف أيضا بلواء بغداد، والذي يخضع مباشرة لإشراف مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هذا اللواء يسيطر على مجمع معسكر الشرف وهو مسؤول عن أمن المنطقة الخضراء.