منظمة ( هيومن رايتس ووتش ) تؤكد استمرار زج المعتقلين في السجون الحكومية داخل المنطقة الخضراء

من أبرز الجرائم الوحشية والانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان التي ما زالت تفترفها الحكومات المتعاقبة في ظل الاحتلال السافر منذ أكثر من تسع سنوات استمرار الاعتقالات العشوائية واللاقانونية التي طالت مئات الالاف من العراقيين الابرياء وتغييبهم في السجون السرية والمعلنة دون توجيه اية اتهامات جناية لهم او محاكماتهم، او حتى ابلاغ ذويهم باماكن اعتقالهم .

وفي هذا المجال اكدت منظمة ( هيومن رايتس ووتش ) في آخر تقرير لها "إن الحكومة الحالية تنفذ اعتقالات جماعية وتحتجز أشخاصاً بطريقة غير قانونية، في سجن يطلق عليه اسم ( معسكر الشرف ) أو ( كامب أونور) سيئ الصيت والسمعة في المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد ـ الذي كانت هذه الحكومة قد زعمت قبل عام أنها أغلقته ـ مستندة في ذلك إلى اللقاءات التي اجرتها مع العديد من ذوي المعتقلين".

ونقلت المنظمة المعنية بحقوق الانسان عن شهود عيان قولهم إن قوات الأمن الحكومية التي تنفذ بشكل شبه يومي حملات دهم وتفتيش لمنازل الموطنين في ضواحي بغداد وغيرها من المحافظات، تحمل قوائم طويلة تضم أسماء أشخاص تدعي انهم متهمون، وتقدم على اعتقال المئات من المواطنين وتزجهم في السجون .. مؤكدين ان السلطات الحكومية ترفض حتى الكشف عن عدد هؤلاء المعتقلين، أو هوياتهم أو الاتهامات الموجهة لهم، أو أماكن احتجازهم.



ونسبت الانباء الصحفية التي نشرت ذلك عن ( جو ستورك ) نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش قوله : " ان قوات الأمن العراقية تعتقل أناس خارج نطاق القانون، من دون محاكمة أو اتهامات معروفة، وتخفيهم بمعزل عن العالم الخارجي" .. مطالبا الحكومة الحالية بالكشف عن أسماء وأماكن جميع المعتقلين فورا ، واطلاق سراح الذين لم توجه إليهم اتهامات جنائية بشكل عاجل، واحالة من توجه إليهم اتهامات إلى سلطة قضائية مستقلة.

كما طالبت المظمة في تقريرها ـ الذي وثقت فيه أعمال تعذيب جسيمة وانتهاكات صارخة لحقوق الانسان ـ حكومة الاحتلال الخامسة بتشكيل لجنة قضائية مستقلة للتحقيق في جرائم التعذيب المختلفة وسوء المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون، والاحتجاز التعسفي في معسكر الشرف وغيره من السجون الحكومية الاخرى التي يرزح فيها الاف المعتقلين منذ سنوات عدة.

وفي لقاءات اجرتها ( هيومن رايتس ووتش ) مع عدد من المعتقلين منذ كانون الأول عام 2011، في سجن معسكر ( الشرف ) داخل ما تسمى المنطقة الخضراء، اكدوا ان القوات الحكومية شنت في شهري تشرين الاول والثاني الماضيين حملتين كبيرتين اعتقلت خلالهما المئات من المواطنين بتهمة الانتماء الى حزب البعث، كما نفذت تلك القوات الهمجية قبل وخلال انعقاد القمة العربية في بغداد، نهاية آذا الماضي حملة واسعة طالت المناطق المحاذية للشارع المؤدي الى مطار بغداد غرب العاصمة، واسفرت عن اعتقال معظم ابنائها ولا سيما الشباب الذين لا زال قسم منهم يرزحون في السجون الحكومية .

كما اكد مسؤولان بوزارة العدل الحالية في مقابلتين منفصلتين اجرتهما المنظمة المذكورة في نيسان الماضي إنه منذ بدء الاعتقالات في تشرين الأول، فإن قوات الأمن الحكومية لم تحول معظم المعتقلين إلى إشراف النظام القضائي، كما يشترط القانون العراقي، وقالا : بدلا من ذلك، قامت تلك القوات التي تعمل تحت إشراف المكتب العسكري لرئيس الوزراء ( نوري المالكي ) ، بنقل عشرات السجناء الى منشآت احتجاز متعددة، دون اتباع الإجراءات الرسمية أو إبداء تفسيرات واضحة لهذه الاجراءات غير القانونية .

واشارت المنطمة في تقريرها الى ان جميع المحتجزين السابقين في سجن معسكر الشرف الذين التقتهم عبروا عن قلقهم البالغ بشأن سلامتهم، وطلبوا عدم الكشف عن أسمائهم أو تواريخ وأماكن المقابلات خشية ملاحقتهم من قبل الاجهزة الحكومية واعادتهم الى السجون، في الوقت الذي أنكر فيه اعضاء في ما تسمى قائمة دولة القانون التي يتزعمها المالكي في تصريحات لوسائل الإعلام حدوث أي أعمال توقيف احترازية، وزعموا ان جميع الاعتقالات كانت وفقا لمذكرات توقيف قضائية ضد مجرمين ومشتبه بهم.

من جهته ابلغ رجل تم احتجاز والده الذي يبلغ من العمر ( 57 ) عاما، منطمة هيومن رايتس ووتش بان ضباط الشرطة الحكومية الذين اعتقلوا والده مع ( 11 ) آخرين من جيرانه في الثلاثين من تشرين الأول الماضي عادوا بعد أسبوع وقابلوا أقارب لمحتجزين لإعطائهم متعلقات المتعلقين كالملابس والاموال وبطاقات الهويات، لكنهم زغموا بإنه ليس لديهم أية معلومات عن اماكن احتجازهم أو الاتهامات الموجهة إليهم، كما اكد محتجز آخر في مقابلة مماثلة اجرتها المنظمة في آذار الماضي إنه تعرض للاعتقال في بغداد مطلع تشرين الثاني، وتم اقتياده إلى سجن داخل المنطقة الخضراء، حيث أخبره الحراس ومعتقلون آخرون بأنه سجن معسكر الشرف، حيث تطابق الوصف والرسم الذي قدمه عن تصميم الزنازين وحجرات التحقيق مع التصميم المعروف لذلك السجن سيىء الصيت.

وخلصت منظمة (هيومن رايتس ووتش ) في تقريرها الى القول انها حصلت في تموز الماضي على نسخة من خطاب مؤرخ في الثاني والعشرين من أيار عام 2011، كتبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاء فيه " تم جمع ادعاءات قابلة للتصديق عن منشأتي احتجاز سريتين منفصلتين ملحقتين بقاعدة معسكر الشرف العسكرية، علاوة على منشأة أخرى بجوار مقر جهاز مكافحة الإرهاب، وأيضا المنطقة الخضراء تستخدم حتى هذا اليوم لاحتجاز وإخفاء معتقلين عندما تزور اللجنة السجن الرئيسي " .. مؤكدة ان وسائل التعذيب المستخدمة داخل سجن معسكر الشرف والمنشآت التابعة له التي وثقتها اللجنة الدولية في خطابها ، كانت متطابقة مع وسائل التعذيب التي تحدثت عنها هي سابقا.

هذا الذي علمتم به فقط والذ خفية كان اعظم