اللاجئون السوريون في العراق

يعاني اللاجئون السوريون في العراق من واقعهم الصحي والنفسي، و أكدوا نازحون حدوث محاولات انتحار بين النساء النازحات، وحالات إجهاض بسبب الإهمال الذي يتعرضن له.

وكان مجلس محافظة الأنبار قد قرر الجمعة تخصيص شقق سكنية للاجئين السوريين على الحدود العراقية، فيما تزداد أوضاعهم سوءاًً مع رفض الجانب العراقي خروجهم من معسكرات الإيواء والتحاقهم بأقربائهم في المدن العراقية الحدودية. مطالبين الحكومة المحلية في الانبار والحكومة الاتحادية بعدم السماح لإجلاء اللاجئين السوريين الى مكان آخر، مؤكدين أن اهالي القائم يقدمون لهم العون الكامل من الطعام والماء بالإضافة إلى صلة القرابة فيما بينهم.

وقال قائممقام القائم المتواجد على الحدود بان "مجلس محافظة الانبار قرر منح السوريين الداخلين إلى القائم شققا سكنية لكل عائلة في مركز المدينة"، مضيفا "أن الظروف السيئة التي يعيشها النازحون السوريون داخل المراكز المؤقتة دفعت المحافظة إلى اتخاذ قرار نقلهم إلى شقق سكنية".
وكان مجلس محافظة الأنبار قد أعلن في (24 تموز الحالي)، عن دخول أول وجبة من اللاجئين السوريين إلى المحافظة عبر منفذ الوليد الحدودي، بعد يوم على موافقة رئيس الحكومة نوري المالكي على فتح الحدود العراقية أمامهم، مبيناً أن غالبيتهم من الأطفال والنساء، كما أعلن مجلس ناحية ربيعة التابعة لمحافظة نينوى بدوره عن تجهيز مركزين لإيواء اللاجئين السوريين.

واضاف فتيخان ان "اغلب العوائل السورية الداخلة عبر منفذ القائم هي من اصول عراقية"، مؤكدا "تناقص اعداد النازحين بسبب سوء أوضاعهم ومجهولية المصير".
واوضح فتيخان "أن العوائل السورية عبرت الحدود في أمل ان تلتقي بعوائلها داخل العراق، ولكنهم تفاجأوا بالاجراءات الامنية داخل العراق".

وافاد صحيفة "المدى " بان القوات الأمنية العراقية ضربت طوقا امنيا حول مراكز إيواء النازحين السوريين ومنعتهم من الخروج أو لقاء اقربائهم او حتى الاتصال بالإعلام.
وكانت جمعية الهلال الأحمر العراقية قد سجلت خلال ليلة أمس الأول دخول سبع أسر سورية مؤلفة من 29 شخصا عبر منفذ القائم الحدودي وبعد أن دخل العراق أكثر من 2000 لاجئ وصل عدد السوريين اللاجئين إلى نحو 2038 شخصا"، مؤكدة إنشاء مخيم مكون من 200 خيمة يكفي لإيواء 1000 شخص وهو مجهز بالماء والكهرباء وفيه سيارة إسعاف، فضلا عن تقديم الطعام والفطور الرمضاني للنازحين وحليب الأطفال.

من جانب آخر أدانت العوائل السورية النازحة طريقة تعامل الجانب العراقي معهم وعدم سماحه بالالتقاء بأقاربهم في العراق واصفين وضعهم بالقول "هربنا من صواريخ الاسد الى سجن القائم ". واكد لاجئون أنهم فوجئوا بالإجراءات الصارمة وطريقة الحجز، وكانوا يتمنون أن يلقوا معاملة أفضل بكثير من قبل الحكومة العراقية وفاءً لما قاموا به مع اللاجئين العراقيين الذين وفدوا إلى سوريا بعد 2003.

اهالي القائم خرجوا بتظاهرات بعد صلاة الجمعة، مطالبين الحكومة المحلية في الانبار والحكومة الاتحادية بعدم السماح لإجلاء اللاجئين السوريين الى مناطق اخرى، مؤكدين ان اهالي القائم يقدمون لهم العون الكامل من الطعام والماء بالاضافة الى صلة القرابة فيما بينهم.وابدوا استعدادهم الى استضافتهم في منازل وفق كفالات خطية من قبل العوائل التي تتسلمهم.
ونقل فريق "المدى" عبر لقاءات حية مع اللاجئين السوريين صورا سيئة عن واقعهم الصحي والنفسي، مؤكدين حدوث محاولات انتحار بين النساء النازحات، وحالات إجهاض.
واكد فريق "المدى" بان الحكومة لم تقدم اي شيء الى الآن للاجئين، فيما يقوم اهالي القائم بتقديم الطعام والشراب والمساعدات العينية الى النازحين".

وكان رئيس الحكومة نوري المالكي وجه، في (23 تموز الحالي)، باستقبال اللاجئين السوريين على الأراضي العراقية وتقديم المساعدة لهم، بعد ساعات قليلة على مطالبة لجنة العلاقات الخارجية النيابية الحكومة بإعادة النظر بقرار عدم استقبال اللاجئين السوريين، الذي اتخذته الأسبوع الماضي حين أكدت أنها غير قادرة على استقبالهم لعدم امتلاكها خدمات لوجستية على الحدود بين البلدين، معتبرة أن النزوح باتجاه العراق يكاد يكون معدوماً بسبب بعد مدنه عن بعضها البعض ووجود الصحراء التي تشكل خطراً عليهم.
وتشهد سوريا منذ 15 من آذار 2011، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الأمن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 19 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.